يا وجه الله على الارض
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
يا وجه الله على الارض
أمي الفلسطينية : يا وجه الله على الارض
من أين أبدا ؟ والى أين انتهي ؟ وهل لحبك بدابة أو نهاية ...؟ هل اكتب لك بالقضبان الحديدية والأسوار العتيقة ؟ أم اكتب لك بنسيج العنكبوت أمام غار حريتي ؟ أم اكتب بالشمس المشرقة أمام ساكني أهل الكهف ، أم بالبراقع السمر تنقشع أمام الأشعة السينية ، أم بالجمر... المر الحلو .. طعم آلامي ؟ أم أتلو عليك اليوم آيات من فردوسنا المفقود ... بحروفه ومعالمه المنقوشة فوق جلمود صخر وجنات عذارانا ... مطرزة بأنات أطفالنا وتنهدات شيوخنا المهاجرين النازحين فوق الرمال وتحت الخيام ...يقبضون على مفاتيح الدار ..وصك العودة..وآمال الانتصار. أم أتوقف لأكتب الحقيقة التي أنارت كل هذه الخلجات ، حقيقة أن أكثر شعوب الأرض من قاصيها إلى دانيها ، احتفلت بعيدك المقدس " عيد الأم".. هنا في فلسطين الواقع مختلف، الذكرى تحمل كل تفاصيل الألم والمعاناة، معاناة وقهر.. أسيرة ..شهيدة.. ثكلى.. باحثة عن أدنى متطلبات الحياة .. متطلعة للأمن والأمان المفقود، هذه هي الأم الفلسطينية، ومن بقيت خارج قضبان الاحتلال..أو الاستهداف المباشر أمست الأم الباكية على ابن فقدته برصاص الاحتلال، أو تلك الأم التي لا تبرح مهرجانات التضامن مع الأسرى منتظرة لحظة تاريخية تحتضن فيها ابنها الذي ربما تفرج عنه سلطات الاحتلال في يوم ما. ورغم الألم، تبقى هذه المرأة الصابرة والمرابطة في أرضها، الضعف لا يعرف طريقا لها، وشموخها أقوى من كل محاولات الاحتلال لقتلها أو أسرها. حقا إنها لوقفة رائعة وعظيمة في يوم مشهود ومعدود بصوره وقيمه الجمالية ، المنقوشة في أعماق أعماق ذكريات الآدمي ، محفورة في نخاع العظام وعلى جدران الشرايين. فهنا يقبع فريق خلف أقلامهم ووسط كتاتيبهم ينسجون لك من عواطفهم وأحاسيسهم قصيدة لا تنتهي ، وآخرون لا يبرحون آلاتهم الموسيقية يستجدونها بسيمفونية خالدة يهدونها إليك .. وهناك بين الحدائق ووسط الرياحين من يبحث لك عن أجمل وارق الزهرات لكي تضارع رقتك وعذوبتك لكن هيهات ... وهنا وهناك يتوزع الفريق الأكبر .. من سوق إلى سوق ومن متجر إلى متجر آخر يبحثون لك عن أقصى ما يصل إليه ذوقهم وامكانياتهم ليتوجوك بهداياهم ... وتحنو للمراقب التفاته.. تحز نفسه وترعش جفنه وتهز كيانه وهو يرى أولئك القابعين في أركان المساجد أو خلف صفائح القبور يتلون آيات من الذكر الحكيم يرجون فيها المغفرة والرحمة لتقصيرهم تجاهك .. وتأبى الطبيعة إلا أن تشارك عيدك فتلبس أحلى حللها وتتزين بأثمن مجوهراتها وأندرها وتعبق بأنعم وارق عطورها ... معلنة عن بداية فصل جديد، ..استمدته من عطائك وحبك اللامحدود..وأسمته.. " الربيع ".. أواه واه يا أماه ماذا افعل وماذا أقول وانأ لا املك من الدنيا لكي أهديك في عيدك المقدس سوى نفسي وارداتي وعزيمتي ولبن حريتي وكلها مستمدة منك انت ... أواه واه يا مرضعتي لبن الحرية والتحدي والنضال... الله اكبر ، يا دماء تجري في عروقي ، ويدا تشد ساعدي المقابض على مرساة المركب التائهة بين عواصف الزمان ... أواه واه يانبراسا يضيء درب التائهين ، ويخبر انك وراء كل رجل عظيم ونصفا للمجتمع ومصدرا للنوع البشري ورمزا لبني الإنسان ... أواه واه، هل أهديك الجنة ؟ والجنة تحت قدميك ! هل أهديك وردا والورد يستمد عبيره من نشوة أنفاسك المعطرة أم أتوجك بعقد من الياسمين تلتئم حياته من دموعي ؟ أم اكتفي بقول رب العزة " بسم الله الرحمن الرحيم .. فلا تقل لهما أف ولانتهرهما وقل لهما قولا كريما ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة .. وقل رب ارحمها كما ربياني صغيرا " صدق الله العظيم . أماه ختاما لا املك إلا أن اشهد ربي على ما أقول: " فلك مني وعد وعهد ووفاء وإيفاء بأن يبقى صدرك البر وسادتي التي أغفو عليها من عناء السفر الطويل وان أبقى ابنة بارة محسنة مخلصة متواضعة مادامت الأرض ارض والسماء سماء ولن أرضا عنك بديلا ...لأنني احبك ..
للكاتبة الفلسطينية :ياسمين شملاوي//اصغر كاتبة فلسطينية
من أين أبدا ؟ والى أين انتهي ؟ وهل لحبك بدابة أو نهاية ...؟ هل اكتب لك بالقضبان الحديدية والأسوار العتيقة ؟ أم اكتب لك بنسيج العنكبوت أمام غار حريتي ؟ أم اكتب بالشمس المشرقة أمام ساكني أهل الكهف ، أم بالبراقع السمر تنقشع أمام الأشعة السينية ، أم بالجمر... المر الحلو .. طعم آلامي ؟ أم أتلو عليك اليوم آيات من فردوسنا المفقود ... بحروفه ومعالمه المنقوشة فوق جلمود صخر وجنات عذارانا ... مطرزة بأنات أطفالنا وتنهدات شيوخنا المهاجرين النازحين فوق الرمال وتحت الخيام ...يقبضون على مفاتيح الدار ..وصك العودة..وآمال الانتصار. أم أتوقف لأكتب الحقيقة التي أنارت كل هذه الخلجات ، حقيقة أن أكثر شعوب الأرض من قاصيها إلى دانيها ، احتفلت بعيدك المقدس " عيد الأم".. هنا في فلسطين الواقع مختلف، الذكرى تحمل كل تفاصيل الألم والمعاناة، معاناة وقهر.. أسيرة ..شهيدة.. ثكلى.. باحثة عن أدنى متطلبات الحياة .. متطلعة للأمن والأمان المفقود، هذه هي الأم الفلسطينية، ومن بقيت خارج قضبان الاحتلال..أو الاستهداف المباشر أمست الأم الباكية على ابن فقدته برصاص الاحتلال، أو تلك الأم التي لا تبرح مهرجانات التضامن مع الأسرى منتظرة لحظة تاريخية تحتضن فيها ابنها الذي ربما تفرج عنه سلطات الاحتلال في يوم ما. ورغم الألم، تبقى هذه المرأة الصابرة والمرابطة في أرضها، الضعف لا يعرف طريقا لها، وشموخها أقوى من كل محاولات الاحتلال لقتلها أو أسرها. حقا إنها لوقفة رائعة وعظيمة في يوم مشهود ومعدود بصوره وقيمه الجمالية ، المنقوشة في أعماق أعماق ذكريات الآدمي ، محفورة في نخاع العظام وعلى جدران الشرايين. فهنا يقبع فريق خلف أقلامهم ووسط كتاتيبهم ينسجون لك من عواطفهم وأحاسيسهم قصيدة لا تنتهي ، وآخرون لا يبرحون آلاتهم الموسيقية يستجدونها بسيمفونية خالدة يهدونها إليك .. وهناك بين الحدائق ووسط الرياحين من يبحث لك عن أجمل وارق الزهرات لكي تضارع رقتك وعذوبتك لكن هيهات ... وهنا وهناك يتوزع الفريق الأكبر .. من سوق إلى سوق ومن متجر إلى متجر آخر يبحثون لك عن أقصى ما يصل إليه ذوقهم وامكانياتهم ليتوجوك بهداياهم ... وتحنو للمراقب التفاته.. تحز نفسه وترعش جفنه وتهز كيانه وهو يرى أولئك القابعين في أركان المساجد أو خلف صفائح القبور يتلون آيات من الذكر الحكيم يرجون فيها المغفرة والرحمة لتقصيرهم تجاهك .. وتأبى الطبيعة إلا أن تشارك عيدك فتلبس أحلى حللها وتتزين بأثمن مجوهراتها وأندرها وتعبق بأنعم وارق عطورها ... معلنة عن بداية فصل جديد، ..استمدته من عطائك وحبك اللامحدود..وأسمته.. " الربيع ".. أواه واه يا أماه ماذا افعل وماذا أقول وانأ لا املك من الدنيا لكي أهديك في عيدك المقدس سوى نفسي وارداتي وعزيمتي ولبن حريتي وكلها مستمدة منك انت ... أواه واه يا مرضعتي لبن الحرية والتحدي والنضال... الله اكبر ، يا دماء تجري في عروقي ، ويدا تشد ساعدي المقابض على مرساة المركب التائهة بين عواصف الزمان ... أواه واه يانبراسا يضيء درب التائهين ، ويخبر انك وراء كل رجل عظيم ونصفا للمجتمع ومصدرا للنوع البشري ورمزا لبني الإنسان ... أواه واه، هل أهديك الجنة ؟ والجنة تحت قدميك ! هل أهديك وردا والورد يستمد عبيره من نشوة أنفاسك المعطرة أم أتوجك بعقد من الياسمين تلتئم حياته من دموعي ؟ أم اكتفي بقول رب العزة " بسم الله الرحمن الرحيم .. فلا تقل لهما أف ولانتهرهما وقل لهما قولا كريما ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة .. وقل رب ارحمها كما ربياني صغيرا " صدق الله العظيم . أماه ختاما لا املك إلا أن اشهد ربي على ما أقول: " فلك مني وعد وعهد ووفاء وإيفاء بأن يبقى صدرك البر وسادتي التي أغفو عليها من عناء السفر الطويل وان أبقى ابنة بارة محسنة مخلصة متواضعة مادامت الأرض ارض والسماء سماء ولن أرضا عنك بديلا ...لأنني احبك ..
للكاتبة الفلسطينية :ياسمين شملاوي//اصغر كاتبة فلسطينية
ياسمين شملاوي- عضو مبتدئ
- عدد الرسائل : 8
تاريخ التسجيل : 27/02/2008
رد: يا وجه الله على الارض
بارك الله فيكى وحفظ الله ارض فلسطين وكل امهاتها واهلها كلمات يعجز الأنسان ان يمسك دموعه من كثرة تأسره بهذا الوصف طاهر ادمعتى العين يا ياسمين واحرقت القلب حفظك الله انني انحني امام كلماتك الطاهر
dr ali- عضو نشيط
- عدد الرسائل : 497
تاريخ التسجيل : 22/02/2008
رد: يا وجه الله على الارض
شكرا على هذا الإدراج الرائع , الذي يبرز مرة أخرى عبقرية هذه الكاتبة الصغيرة , التي جعلت منها الموهبة و ظروف النضال و التصدي لأقسى عدو , ظاهرة تفوق و إبداع و نجم ساطع في سماء الأدب و الإبداع .... و منارة لأطفالنا , و مصدر إلهام لكل قلم يرغب في التعبير عن الجراح التي كابدتها الأرواح المسضعفة في زوايا هذه الدنيا ....
تقبلي المرور
تقبلي المرور
رد: يا وجه الله على الارض
ابداااااع لا متناهي
الف شكر على الادراج الذي يحمل في طياته معاني حزينة ومؤلمة
بارك الله فيكي يا يا سمين
لك مني اجمل تحية ...
الف شكر على الادراج الذي يحمل في طياته معاني حزينة ومؤلمة
بارك الله فيكي يا يا سمين
لك مني اجمل تحية ...
layaly- عضو مميز
- عدد الرسائل : 1258
تاريخ التسجيل : 12/08/2007
رد: يا وجه الله على الارض
مشكورة ياسمين
بارك الله فيك
اتمنى لك المزيد من النجاح
بارك الله فيك
اتمنى لك المزيد من النجاح
narjas- عضو تميزي فضي
- عدد الرسائل : 2896
تاريخ التسجيل : 22/08/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى