قلوب عذّبها الزّمان

من طرف زائر 24/11/2007, 10:59 pm

قلوب عذّبها الزّمان

بسم الله الرحمن الرحيم

عمري 70 سنة ولم أتزوج أبداً ..

أنا أسعد امرأة في العالم ..

أصلي لله أول الليل وآخره ..

ليس لي في هذه الدنيا سوى أخٌ وحيد .. لكنه مات ..

أعتقد أن ملكنا الحالي هو الملك عبد العزيز ..

لم أحج في صغري ولن أستطيع الآن في كبري ..

حلمي الوحيد بيت شَعَر جديد ..

تفاجأت عندما علمتُ قبل يومين أن فلسطين ما زالت محتلة ..

هذه بعض أقوالها ..

بين طيات الظلام وأنين الزمان بين شهيق الصيف وزفير الشتاء توجد هناك
امرأة قضت أيامها ولياليها وشهورها و سنينها وحيدة تفترش الأرض وتلتحف
السماء ارتضت بأن تعيش في عزلة بعيدة عن بريق الدنيا وضوضاء الحياة ، لا
تعرف في هذا العالم المليء بالأفراح والأحزان سوى الليل والنهار حتى إنها
قد نسيت اسمها لعدم سماعها إياه على ألسنة الناس لأنها بعيدة عنهم .
فقد نسيته ، لكننا ساعدناها وساعدتنا هي لنصل لذلك الاسم الذي تنام بين
أحرفه كل أحزان هذا الكوكب الكئيب .. إنها ( عدوه الغامدية )

حوارنا معها ..

المدينة وأجهزة التكييف وسجادة الصلاة والنوم المريح أليس أفضل لك من هذا الحال ؟

كان هذا أول سؤال لها .. فأجابت تقول .. :

- لا أعرف كل هذا الذي تقول لكني أسعد امرأة في الدنيا ..

إذاً ما هو أكبر أمانيك وأجمل أحلامك ( ماذا ينقصك من هذه الدنيا ) ؟
- كل ما أريده في هذه الحياة شيئان : بيت شعر جديد .. أي ( خيمة )
أو كما يقولون بيت شعر على مواسير وأن أجد من يجد لي طريقة لأقضي فريضة
الحج لأني لم أحج طيلة عمري ولا أعتقد أنني أستطيع بعدما كبرت فهل من
طريقة ... ؟

إني أرى أن بيتك هذا ليس لوحدك بل إنه لماشيتك أيضاً فلماذا لا تكون معزولة عنك ؟

- لأنني عندما أنام بينها فإنني أتونس بها من الوحشة والخوف وهي أيضاً لا
تطيق أن أنام بعيداً عنها لأنها مثل أسرتي فليس لبعضنا سوى الآخر في هذه
الحياة ..

حدثينا عن نفسك وما تفعلينه كل يوم من الصباح حتى المساء ؟

- أصلي الفجر ثم يكون إفطاري عن طريق إحدى غنمي ( حليب ) .
ثم يأتي دوري لأفطرها أنا وذلك بمسراحي بها إلى الوادي ( كما تصف فإن
الوادي يبعد حوالي 15 كم ثم أعود وقت العصر لأجد أبناء غنمي تتضور جوعاً
فأطعمها من حليب أمهاتها الذي هو طعامي أيضاً فانتهي من ذلك وقت صلاة
المغرب فأصلي وأبقى في مكاني أدعوا الله وأستغفره وأحمده على نعمه الكثيرة
التي أنعمها علي ، ثم أتناول التمر والحليب وما تيسر من فضل الله وأتعشى
وأصلي وأسبح الله كثيراً ثم أخمد مكاني وأنام وغنمي تلتف من حولي تدفيني
بصوفها وتحميني من خوف الظلام وأنا أحميها من ذئب الظلام وهكذا .

هل لديكِ تلفاز أو راديو وماذا تسمعين من أخبار وبرامج ؟

- أما التلفاز فلا أعلم ماذا تقصد به ، أما ( الرادي ) فلدي واحد أتى به
فاعل خير أما ما أسمع به فأسمع القرآن وأعرف صوت شيخ مكة الذي يعلم الله
أني أحبه في الله لكني لا أعرف اسمه أما الأخبار فأنا الذي سأسألك إني
سمعت قبل أربعين سنة أن فلسطين احتلوها اليهود وقبل يومين أتاني فاعل خير
براديو فسمعت أنها لا تزال محتلة فهل هذا صحيح ...؟؟

فجاوبتها بنعم إنها لا تزال محتلة ،

- فهزت رأسها وقالت لا حول ولا قوة إلا بالله ( وين راحوا المسلمين ) وقد سألناها عن ملك المملكة الحالي ..
فقالت لقد سمعت الراديو يقول ( الملك عبد العزيز ) فقلنا لها إنه قد مات
رحمة الله عليه فانفجعت بخبر موته ، ثم سردنا لها الملوك اللذين خلفوا
الملك عبد العزيز على المُلك وإنهم قد ماتوا أيضاً فانفجعت بهم جميعاً
ودعت لهم بالرحمة ، وسألتنا عن الملك الحالي فقلنا إنه الملك عبد الله بن
عبد العزيز ، فقالت : الحمد لله ، مادام إن الملك من أبناء عبد العزيز
فالدنيا بألف خير ، ثم ودعناها ونحن في حزن رهيب كلما ابتعدنا عنها كلما
تصغر في مرآة سيارتنا ، نرى الليل من بعيد يكسو الجبال ظلاماً مخيفاً وهي
في طريقه وسيكسوها ذلك الظلام لا محالة ، وكلما بعدنا عنها كل ما تصغر في
هذا العالم الفسيح المترامي الأطراف منطوية في أحد أركانه برغبتها وبمحض
إرادتها ولكن لنكن واقعيين فنحن أحياناً نريد أن نخرج من هذا العالم الذي
نحن فيه إلى العالم الذي هي فيه ولكننا لا نستطيع فهنيئاً لها فقلوبنا نحن
هي التي عذبها الزمن وليس قلبها هي ..

من طرف dia-85 29/12/2007, 9:24 pm

مشكورة بنت البلد فعلا قصة غريبة ومحزنة

قلوب عذّبها الزّمان

قلوب عذّبها الزّمان

رد: قلوب عذّبها الزّمان