وردة عمري ....

من طرف سفير المشاعر 16/5/2008, 2:19 am

ورود ورياحين ، فل وياسمين ، تتراقص وتتمايل تلك الورود في الحقول ، تتراقص وتتمايل بهية جميلة في كل مكان ، تتنافس بلونها ورائحتها وعبقها ، لكل واحدة منها لون وعطر مميز وشكل فريد لكن لا تخلو كل منها من الاشواك المحيطة بها فرغم جمالها ورغم عطرها وشكلها فلها مالها من الاشواك التي تنمو على ساقها وحول أوراقها وفي محيطها .فكم رأيت من تلك الورود بكل أشكالها وأنواعها ، لكن لم أحاول يوماً من الاقتراب من احداها ، أحب رؤيتها ، متابعتها ، أحياناً أحب أن أهزها لينتشر عبقها وأشتم رائحتها ، أحب أن اراها تكبر وتتفتح ، أحب أن أراها مميزة بين شقيقاتها مع ذلك لا أحاول الاقتراب من احدهم.ودارت الأيام وتقلبت كما تشاء الى أن أتى ذلك اليوم وعنّت ببالي فكرة أحببت تطبيقها وهي أن أحتفظ بإحدى تلك الورود ، أردت الاحتفاظ بها من بداية تألقها وقبل أن يسطع نورها بين اخواتها والأهم أن تكون لي وليس لغيري وقبل أن يقطفها أحد قبلي .فذهبت وتأملت كثيراً واحترت أكثر من ستكون وردتي التي سوف تسكن في اناء الزهر وبعد أخذ ورد انتقيت احداهم ، لم تكن تلك الوردة فريدة ولكنها كانت وحيدة ، لم تكن قبيحة ولم تكن فائقة الجمال ، شكلها البسيط ، عمرها الصغير ، لونها الجميل ، عطرها العذب وورقها الرقيق الحنون كل ذلك كان عبارة عن لوحة في شكل وردة مع كل ذلك كان لها مجموعة من الأشواك التي تحيط بها ، عندما اخترت تلك الورة أردتها للبقاء معي طويلاً تتفتح أمام عيوني ، تتميز عن اخوتها معي ، تزداد روعة وجمالاً في اناءي ، فحاولت الاقتراب منها وحاولت الاحتفاظ بها ، فحين مددت يدي لأقطفها من بين اخوتها هبت ريح خفيفة وبدأت بالتمايل بعكس اتجاه يدي وكأنها تهرب من يدي ، فوقفت ونظرت الى من حولي من خواتها فلم اختر سواها وعدت واقتربت ببطء وحذر عدت لاشتم عبقها واقتربت وخرج من قلبها دبابير كالجنود الشرسين امام وجهي ، فتراجعت خطوات وفكرت ملياُ الورود كثيرة ومتنوعة فسأختار غيرها وبحثت فوقعت عيني عليها وعدت إليها ، عدت إليها لأتلمسها فسبقتني الأشواك الى يدي وجرحتني ، لم يكن ذلك الجرح بالكبير والعميق ولكنه يبقى جرح كبير أم صغير فقررت أن أتركها اليوم على أن أعود اليها في اليوم التالي لأقطفها وأضعها في إناء الزهر عندي ، وعدت الى ذات المكان وبحثت عنها الى أن وجدتها ويومها كنت مصمماً أن آتي بها ، فوجدتها محاطة بأشواك عالية وقوية وهي بينهم تتمايل وتتراقص وقد بدأت أوراقها بالتفتح قليلاً وبدات رائحة عبيرها تنتشر فاقتربت ولم أبالي انتزعت شوكتين ، ثم اثنتين ، بعد ذلك اقتربت أكثر فإذا بقربها أشواك كبيرة ولئيمة ، فحاولت الدخول برفق وحاولت أن أقطفها من بينهم فما أن مددت يدي حتى سقط عليّ لوح من الشوك الكبير وجرحني جرح كبير ، كانت يدي تمتد برفق وحنية وضربني بحقد ولئم وكراهية ، حاولت التفكير من جديد ولكن الوقت قد فات وحلّ الليل وأصبح الظلام مخيماً وقلت سأرجع قريباً لأقطفها .فتناسيت وتناسيت وتحملت وابتعدت فتعبت ، الى أن أعاد ذلك اليوم ذاته فقررت العودة من بعيد لبعيد لأشتم رائحتها من جديد دون قطفها ، لم أتنازل عنها ولكن البعد قد يغير عبيقها وقد يغير لونها ، وتفاءلت بزوال الأشواك من حولها بعد حلول الربيع الجديد فقررت الاقتراب منها ولكن بحذر شديد هذه المرة فلا أعلم ماذا حلّ بها وما طرأ عليها من جديد فالربيع الماضي ليس كالربيع هذا ، والأيام الماضية ليست كهذه الأيام ، فالورود في كل مكان وفي كل زمان ، فالورود في هذا الربيع تشبه ورود ذاك الربيع ولكن بشئ من الاختلاف ، ربما مكان الربيع قد تغير وربما نظرتي للورود قد تغيرت أو أن الورود في كل ربيع تختلف وتتغير ، ولكن رجعت وكلي أمل في رؤية تمايل وردتي والى أن أشتم رائحة عبقها ، فما أن اقتربت حتى أحسست بها أحسست بنضج جميل ولون يزداد جمالاً ولكن مازالت محاطة بنوع من الأشواك ، المهم مازال شئ يمنعني من امتلاكها لوحدي ، شئ يقول لي لن تنال هذه الوردة ولن تمتلكها ولكن هذه المرة لم يكن هناك أشواك كالسابق وربما يكون هناك ولم أراهم وربما وردتي ازداد تألقها ولمعانها وتوهججها وازداد تمايلها وتراقصها مع كل هبة من الريحلم أقطع الأمل فهذه الوردة ملك لي ومازلت معجباً بتمايلها ولونها وعبقها ولكن لم يحن الوقت الحقيقي لقطفهاه

من طرف زائر 16/5/2008, 12:13 pm

سلمت اناملك سفير المشااااعر
قصة ترمز الى معنى جميل .. وامنية اتمنى من الله ان يحققها لك
وان تحظى بوردة عمرك ، وان تزول الأشواك وتبقى بعطرها ورونقها رفيقة دربك
وان تتمايل لتعطر ايامك بالمسك والعنبر
دمت يا سفير المشاااعر متألقا ومحلقا بالعلياء
انتقااااء راااائع كالعادة ..

من طرف amar 16/5/2008, 9:15 pm

يا لهذه الكلمات ما انقاها واعذبها
سلمت يداك سفير المشاعر رائع ما تمنيت ان مع العسر يسر
اتمنا ان ترى ضالتك دون شوكها وتفرح بإنائها وتأمل بيها
تقبل مروري

من طرف **admin** 16/5/2008, 10:42 pm

مشكور سفير المشاعر على القصة الجميلة

كلمات رائعة اسلوب جميل

تقبل المرور

من طرف سفير المشاعر 17/5/2008, 12:27 pm

بنت البلد كتب:سلمت اناملك سفير المشااااعر
قصة ترمز الى معنى جميل .. وامنية اتمنى من الله ان يحققها لك
وان تحظى بوردة عمرك ، وان تزول الأشواك وتبقى بعطرها ورونقها رفيقة دربك
وان تتمايل لتعطر ايامك بالمسك والعنبر
دمت يا سفير المشاااعر متألقا ومحلقا بالعلياء
انتقااااء راااائع كالعادة ..

الله يسلمك ويسلمك يديكي يا بنت البلد ....
و الله يعجز اللسان و تعجز الكلمات
عن شكرك .. وعن وصف ما بداخلي
من إحترام وتقدير ..
لما تتميزين به مداخلات راقية
وتعامل جدا راقي ..

ولا أنسى .. يارب .. ينولك إللي فباللك
ويسعدك في الدارين ..

من طرف سفير المشاعر 17/5/2008, 12:32 pm

amar كتب:يا لهذه الكلمات ما انقاها واعذبها
سلمت يداك سفير المشاعر رائع ما تمنيت ان مع العسر يسر
اتمنا ان ترى ضالتك دون شوكها وتفرح بإنائها وتأمل بيها
تقبل مروري

تسلمين .. يا قمر ..
ع مرورك القمر .. ودواعتك الاحلى من القمر

من طرف سفير المشاعر 17/5/2008, 12:34 pm

faresse كتب:مشكور سفير المشاعر على القصة الجميلة
كلمات رائعة اسلوب جميل
تقبل المرور

العفو .. يا فارس .. والله الشكر لك
على طلتك المنوره للموضوع ...

ونيالك على .. قطفك لوردتك و الله تستاهل
وربي يجمعكم ع خير يارب ..

وردة عمري ....

وردة عمري ....

رد: وردة عمري ....

رد: وردة عمري ....

رد: وردة عمري ....

رد: وردة عمري ....

رد: وردة عمري ....

رد: وردة عمري ....