مواضيع مماثلة
وطن الغربة وغربة الوطن ___الى اهل فلسطين وغزة_ارجوا ان تنال
2 مشترك
منتدى التميز :: منتدى الأدب :: القصة
صفحة 1 من اصل 1
وطن الغربة وغربة الوطن ___الى اهل فلسطين وغزة_ارجوا ان تنال
احس بالم في أطرافه..لكنه لم يكترث به..فهو ما يزال يعلق انظاره صوب تلك البيوت المدمرة
من تحت اكبر شجرة فوق اكبر واعلى تلة في المكان .....راح ينظر الى ما حوله ..واحس بغصة في حلقه..وطعنة قاسية توالت بعدها الطعنات في قلبه وروحه .....فكظم ما به من حزن والم ..ومنع عبراته من النزول والجريانة على وجنتيه
حقا لقد كان ألمه كبيرا ..لكنه لم يتأثر به قدر تأثره بما شاهد ..أشجار تحترق ..وبيوت اصبحت أشبه بأطلال درست
تخيل ذلك المكان وطنه..انسانا يقتل ..أو فتاة تغتصب..فدوت في جنبات نفسه المطعونة صرخة ..اقشعر لها بدنه واهتز
بدت السماء أمام عينيه كصفحة..يكاد الدخان يجعل منها سوداء تماما ..والشمس تقترب من مكان أفولها..فيبهت لونها شيئا فشيئا..ومعها يبهت لون السماء اكثر وأكثر
تذكر دون مبرر ..امه وابيه واخوته..فجالت بخاطره هواجس ومخاوف عليهم مما يحصل ..لم يرهم منذ ان وقع ما وقع
مسكين هو .....وجاهل لما حدث معهم
لم يكن يدري بعد ان تذكرهم .....قد اصبحوا في عالم آخر.....عالم المجهول....العالم الذي لا يمكن ان نعرف ما يحصل فيه ..الا اذا ذهبنا اليه..ثم نحن لا نستطيع ان نخبر احدا بما رأينا ..وواجهنا فيه..لأن من دخل هذا العالم لا يمكن له ان يخرج من نفس ذلك الباب الذي دخل منه..ولا باب غيره يؤدي الى ما كان
أما خطيبته التي رأى فيها جمال الحياة وحسنها ..فهو لم يكن يدري انها اغتصبت في ذلك اليوم.....ولكنها لم تقتل كغيرها ..بل هي من اختارت لنفسها الموت والدخول من باب عالمه الذي يدخل ولا يخرج
فهي لم تستطع ان تتخيل نفسها كما هي في ذلك الحين ..تحت جسد رجل ..او اجساد رجال ..لا تعرف لهم صفة الا الوحوش..وليس لهم الحق بان يلمسوا جسدها ..او حتى يدها مجرد لمسة واحدة
فانتحرت ..ولكن يا ترى..هل ستذهب الى الجحيم..؟
لا احد يدري ..غير خالقها وخالق الكون بمن فيه
هو لم يكن يدري عن هذا كله
هو تمسك بشجاعته..رغم انه بكى ..الى ابعد ما عرف عن الشجاعة
اؤلئك الاوغاد أتوا في ذات الليلة التي لم يسمع فيها صوت سوى لبوم تصيح وتنعق..فأختلطت أصوات اخرى بذلك الصوت ..هي اصوات اقدام اؤلئك الاوغاد الحقراء
فخربوا كل شيء...ودمروا كل شيء
لم كل هذا....؟ ألأنهم يقولون انهم اصحاب هذا الوطن...؟
وما هم كذلك ابدا ...ولن يكونوا
فمن هو هذا الذي يبني وطننا على جثث الآخرين.....؟
تبا لهم ...وتبا لكل من عرف النوم طريقه الى جفنيه
احس ببرودة الجو...ولكنه لم يفكر كيف سيدفئ نفسه ..وهو ايضا لم يفكر كيف سيبرد
فترك نفسه تجول بين خاطر وآخر
لماذا هو هنا بالذات...؟هل ليموت قهرا لما يراه امامه دون ان يستطيع ان يحرك ساكنا....؟
هل ليرى بأم عينيه انقاض وطنه...؟
هل ليعلم مدى جبروت كل من خلع الضمير والانسانية من نفسه ومن داخله ليرمي بهما في اقرب مجمع للنفايات...؟
هل لأنه قال لا ..لمن دعاه الى الخيانة...؟
هل ....وهل ....وهل
أسئلة كثيرة راحت تهاجم عقله
لكنه لم يعلم سببا محددا دون غيره ..ويبرر وجوده هناك بالذات..ولكنه يجزم بان كل هذا وغيره لا بد لها علاقة بأمر قتل كرامته...قبل قتله لرفضه وعصيانه
التفت حوله ولكنه لم ير شيئا سوى الظلام...وبقايا نيران لا تزال تشع ببقية ضوء
لم يكن يكترث بأنه مربوط بساق شجرة كبيرة فوق تلك التلة التي اعتاد فيما مضى ان يقابل عندها حبيبته...والتي هي خطيبته فيما اتى من ايام بعدها
وما همه ان يعلم بان الشمس بمجرد طلوعها من شرقها ستعلن نهاية حياته...ليزور ذلك العالم ..ويدخل من بابه الذي يدخل من لا ترجى عودته ابد
ما همه كل ذلك
بل ما همه في تلك الاحيان ...موت سكنه..ووفاة وطنه..فأحس بالغربة ..وهو لا يزال في ارض وطنه ..او في ارض ما كان يسمى من قبل وطنه
نظر حوله فلم يجد احدا حوله ...سوى ذلك الوغد الحقير الذي تأبط بندقيته وراح يراقبه بنظراته المسمومة التي كادت تخترق جسد هذا الشاب المشدود بالسلاسل الى جذع تلك الشجرة التي ما علموا الصلة بينهما...والا لقطعوها ايضا ..او لحرقوها
سمع صوت صاحب النظرات والبندقية يسأله عن سبب نظره اليه...فأجابه الشاب بسؤاله عن اهله..وخطيبته
فجائه الخبر كالصاعقة...بأن كل اهل هذه البلدة قد قتلوا وحرقت جثثهم
واستثنى شخصين اثنين لم يقتلا ..اولهما هو ...والثاني ...فتاة قتلت نفسها بعد ان اخذ منها مراد الرجال..فأعلنت انتحارها رفضها عن الاستمرار مع الرجال لترفيههم
هكذا قال ذلك الوغد الدنيء
عرف من خلال وصف ذلك الحقير للفتاة انها خطيبته بعينها...فرمى يرأسه الى الخلف وصرخ
يا ابناء الزانية....آآآآآآآآآآآآآآه
وأجهش في البكاء بعد ان ذهبت محاولات الافلات من قيوده وسلاسله هباء منثورا تذروه الرياح
توقف فجأة عن البكاء
فكر قليلا بقيمة الحياة بعد الذي جرى
دمار الوطن...موت الاهل...واغتصاب الارض والخطيبة التي كان يأمل بحياة جميلة معها
لم يجد معنى للحياة ولا قيمة ..بلا هؤلاء ..وبعد ذهابهم
قرر أن يلحق بهم الى ذلك العالم المجهول ..عله يراهم هناك
فقرر أن يذهب هو كما فعلت خطيبته
حبس انفاسه داخل صدره..لم يحاول ان يتنفس ابدا ..وبعد فترة قصيرة ...وقع رأسه على صدره بلا حراك
ولكن صوته كان لا يزال يرن في الاجواء يقول
سحقا لكم...وتبا لنا ...لا وطن بلا وطن ....ولا ارض بلا ارض ...فلتذهبوا جميعا الى الجحيم
مهند عليان
28-12-2008
من تحت اكبر شجرة فوق اكبر واعلى تلة في المكان .....راح ينظر الى ما حوله ..واحس بغصة في حلقه..وطعنة قاسية توالت بعدها الطعنات في قلبه وروحه .....فكظم ما به من حزن والم ..ومنع عبراته من النزول والجريانة على وجنتيه
حقا لقد كان ألمه كبيرا ..لكنه لم يتأثر به قدر تأثره بما شاهد ..أشجار تحترق ..وبيوت اصبحت أشبه بأطلال درست
تخيل ذلك المكان وطنه..انسانا يقتل ..أو فتاة تغتصب..فدوت في جنبات نفسه المطعونة صرخة ..اقشعر لها بدنه واهتز
بدت السماء أمام عينيه كصفحة..يكاد الدخان يجعل منها سوداء تماما ..والشمس تقترب من مكان أفولها..فيبهت لونها شيئا فشيئا..ومعها يبهت لون السماء اكثر وأكثر
تذكر دون مبرر ..امه وابيه واخوته..فجالت بخاطره هواجس ومخاوف عليهم مما يحصل ..لم يرهم منذ ان وقع ما وقع
مسكين هو .....وجاهل لما حدث معهم
لم يكن يدري بعد ان تذكرهم .....قد اصبحوا في عالم آخر.....عالم المجهول....العالم الذي لا يمكن ان نعرف ما يحصل فيه ..الا اذا ذهبنا اليه..ثم نحن لا نستطيع ان نخبر احدا بما رأينا ..وواجهنا فيه..لأن من دخل هذا العالم لا يمكن له ان يخرج من نفس ذلك الباب الذي دخل منه..ولا باب غيره يؤدي الى ما كان
أما خطيبته التي رأى فيها جمال الحياة وحسنها ..فهو لم يكن يدري انها اغتصبت في ذلك اليوم.....ولكنها لم تقتل كغيرها ..بل هي من اختارت لنفسها الموت والدخول من باب عالمه الذي يدخل ولا يخرج
فهي لم تستطع ان تتخيل نفسها كما هي في ذلك الحين ..تحت جسد رجل ..او اجساد رجال ..لا تعرف لهم صفة الا الوحوش..وليس لهم الحق بان يلمسوا جسدها ..او حتى يدها مجرد لمسة واحدة
فانتحرت ..ولكن يا ترى..هل ستذهب الى الجحيم..؟
لا احد يدري ..غير خالقها وخالق الكون بمن فيه
هو لم يكن يدري عن هذا كله
هو تمسك بشجاعته..رغم انه بكى ..الى ابعد ما عرف عن الشجاعة
اؤلئك الاوغاد أتوا في ذات الليلة التي لم يسمع فيها صوت سوى لبوم تصيح وتنعق..فأختلطت أصوات اخرى بذلك الصوت ..هي اصوات اقدام اؤلئك الاوغاد الحقراء
فخربوا كل شيء...ودمروا كل شيء
لم كل هذا....؟ ألأنهم يقولون انهم اصحاب هذا الوطن...؟
وما هم كذلك ابدا ...ولن يكونوا
فمن هو هذا الذي يبني وطننا على جثث الآخرين.....؟
تبا لهم ...وتبا لكل من عرف النوم طريقه الى جفنيه
احس ببرودة الجو...ولكنه لم يفكر كيف سيدفئ نفسه ..وهو ايضا لم يفكر كيف سيبرد
فترك نفسه تجول بين خاطر وآخر
لماذا هو هنا بالذات...؟هل ليموت قهرا لما يراه امامه دون ان يستطيع ان يحرك ساكنا....؟
هل ليرى بأم عينيه انقاض وطنه...؟
هل ليعلم مدى جبروت كل من خلع الضمير والانسانية من نفسه ومن داخله ليرمي بهما في اقرب مجمع للنفايات...؟
هل لأنه قال لا ..لمن دعاه الى الخيانة...؟
هل ....وهل ....وهل
أسئلة كثيرة راحت تهاجم عقله
لكنه لم يعلم سببا محددا دون غيره ..ويبرر وجوده هناك بالذات..ولكنه يجزم بان كل هذا وغيره لا بد لها علاقة بأمر قتل كرامته...قبل قتله لرفضه وعصيانه
التفت حوله ولكنه لم ير شيئا سوى الظلام...وبقايا نيران لا تزال تشع ببقية ضوء
لم يكن يكترث بأنه مربوط بساق شجرة كبيرة فوق تلك التلة التي اعتاد فيما مضى ان يقابل عندها حبيبته...والتي هي خطيبته فيما اتى من ايام بعدها
وما همه ان يعلم بان الشمس بمجرد طلوعها من شرقها ستعلن نهاية حياته...ليزور ذلك العالم ..ويدخل من بابه الذي يدخل من لا ترجى عودته ابد
ما همه كل ذلك
بل ما همه في تلك الاحيان ...موت سكنه..ووفاة وطنه..فأحس بالغربة ..وهو لا يزال في ارض وطنه ..او في ارض ما كان يسمى من قبل وطنه
نظر حوله فلم يجد احدا حوله ...سوى ذلك الوغد الحقير الذي تأبط بندقيته وراح يراقبه بنظراته المسمومة التي كادت تخترق جسد هذا الشاب المشدود بالسلاسل الى جذع تلك الشجرة التي ما علموا الصلة بينهما...والا لقطعوها ايضا ..او لحرقوها
سمع صوت صاحب النظرات والبندقية يسأله عن سبب نظره اليه...فأجابه الشاب بسؤاله عن اهله..وخطيبته
فجائه الخبر كالصاعقة...بأن كل اهل هذه البلدة قد قتلوا وحرقت جثثهم
واستثنى شخصين اثنين لم يقتلا ..اولهما هو ...والثاني ...فتاة قتلت نفسها بعد ان اخذ منها مراد الرجال..فأعلنت انتحارها رفضها عن الاستمرار مع الرجال لترفيههم
هكذا قال ذلك الوغد الدنيء
عرف من خلال وصف ذلك الحقير للفتاة انها خطيبته بعينها...فرمى يرأسه الى الخلف وصرخ
يا ابناء الزانية....آآآآآآآآآآآآآآه
وأجهش في البكاء بعد ان ذهبت محاولات الافلات من قيوده وسلاسله هباء منثورا تذروه الرياح
توقف فجأة عن البكاء
فكر قليلا بقيمة الحياة بعد الذي جرى
دمار الوطن...موت الاهل...واغتصاب الارض والخطيبة التي كان يأمل بحياة جميلة معها
لم يجد معنى للحياة ولا قيمة ..بلا هؤلاء ..وبعد ذهابهم
قرر أن يلحق بهم الى ذلك العالم المجهول ..عله يراهم هناك
فقرر أن يذهب هو كما فعلت خطيبته
حبس انفاسه داخل صدره..لم يحاول ان يتنفس ابدا ..وبعد فترة قصيرة ...وقع رأسه على صدره بلا حراك
ولكن صوته كان لا يزال يرن في الاجواء يقول
سحقا لكم...وتبا لنا ...لا وطن بلا وطن ....ولا ارض بلا ارض ...فلتذهبوا جميعا الى الجحيم
مهند عليان
28-12-2008
mohannad khader- عضو نشيط
- عدد الرسائل : 118
تاريخ التسجيل : 27/12/2008
رد: وطن الغربة وغربة الوطن ___الى اهل فلسطين وغزة_ارجوا ان تنال
قصة رائعة ومميزة
بارك الله بك احسنت
مهند سلمت يداك ان الله لا يرضى بالظلم
تابع الكتابة فلديك انامل ساحرة
بارك الله بك احسنت
مهند سلمت يداك ان الله لا يرضى بالظلم
تابع الكتابة فلديك انامل ساحرة
حسن- عضو محترف
- عدد الرسائل : 807
تاريخ التسجيل : 30/09/2008
رد: وطن الغربة وغربة الوطن ___الى اهل فلسطين وغزة_ارجوا ان تنال
حسن اشكرك على المرور الطيب والتعليق الجميل
mohannad khader- عضو نشيط
- عدد الرسائل : 118
تاريخ التسجيل : 27/12/2008
منتدى التميز :: منتدى الأدب :: القصة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى